Thursday, September 9, 2010

مرجان : حجر كریم







یعد المرجان أحد أشهر الأحجار الكریمة بالرغم من أنه لا یعد من المواد المعدنیة، بل یعتبر من المواد الحیوانیة ( العضویة ). المرجان لفظ معرب عن الیونانیة وأصله (Maginto) وفی اللغة اللاتینیة (Margarita)، وقد أطلق اسم المرجان فیما بعد على العروق الحمراء التی تطلع من البحر وبتخذ منها الحلی والأعلاق والسبحات. والمرجان هو أحد المواد العضویة الأكثر قدماً فی الاستعمال فی صناعة الحلی، حیث ظل المرجان عشرین قرناً یصنف مع الأحجار الكریمة الثمینة، ولكنه فقد بعض شعبیته لمدة معینة، ثم بدأ یستعید مكانته وشعبیته فی السنوات الأخیرة. والمرجان یتركب من مادة كربونات الكالسیوم. والمادة المرجانیة الحمراء هی الهیكل الصلب لمستعمرة المرجان، وهی التی تعطینا شكلها المألوف، وتتركب هذه المادة من شویكات دقیقة حمراء اللون یفرزها حیوان المرجان، وبعد إفرازه هذه الشویكات تتماسك مع بعضها البعض، وتخرج هذه الأفراد التی تستخدم كل منها فی صناعة الحلی. وقد عرفه العالم العربی الجواهری ( التیفاشی ) بقوله: " والمرجان متوسط بین عالمی النبات والجماد، وذلك أنه یشبه الجماد بتحجره، ویشبه النبات بكونه أشجار نابتة فی عقر البحر ذوات عروق وأغصان خضر متشعبة قائمة".

الألوان المتعددة للمرجان

تترواح الألوان الرئیسیة للمرجان بین اللون الأبیض إلى اللون الوردی والأحمر الداكن، ومن الألوان الشائعة والتی تلقى إقبالاً علیها اللون الوردی والأحمر القانی، كما یوجد المرجان باللون الأسود، وهو عبارة عن مادة عضویة لونها غامق تتواجد فی میاه المحیط الهادئ. أندر أنواعه هو المرجان الدموی.
مصائد المرجان

تنتشر أهم المصائد العالمیة التی یستخرج منها المرجان عن بعض شواطئ البحر المتوسط، حیث المورد التقلیدی للمرجان، فبالقرب من شواطئ هذ البحر وحول الجزر الموجودة فیه تنتشر مستعمرات المرجان بدرجة كبیرة، وهی تعیش على أعماق متباینة، فیوجد البعض منها فی المیاه الضحلة التی لا یزید عمقها عن 50 قدماً بینما یوجد البعض الآخر على أعماق تصل إلى ما یزید عن 1000 قدم. وتنشر مصائد المرجان الأحمر على شواطئ تونسوالجزائرومراكش، كما یوجد البعض منها على الساحل الجنوبی لفرنسا وحول جزر البحر الأبیض المتوسط، مثل جزر سردینیاوقورسیقاوصقلیة. بینما یكثر المرجان الأحمر فی قارة آسیا حول جزر ریوكان (Ryukuan) فی جنوب الیابان. ویتم استخراج المرجان فی المنطقة الواقعة بین أوكیماوا ومیاكو (Miyako and Okimawa) بالیابان من أعماق تتراوح ما بین 1000 إلى 1300 قدم. كما یوجد بكثرة فی أمریكا حیث اكتشف فیها نوع من المرجان بلون بنفسجی فی جنوب كالیفورنیا. أمل المرجان الأسود الذی ینمو بنجاح كبیر حول الأرخبیل المالیزی (Archipelago Malaysian) وشواطئ الجزء الشمالی من أسترالیا وفی البحر الأحمر. ویستخرج المرجان بدرجة محدود من میاه المحیط الأطلنطی بالقرب من الشطائ الشمالی الغربی لأفریقیا. وما أن أدكت البلاد الأوروبیة الواقعة على شاطئ البحر المتوسط أهمیة المصائد الموجودة بالقرب من شمال أفریقیا حتى ظهرت بینها منافسة شدیدة لاحتكار هذه المصائد والسیطرة علیها.
العنایة بالمرجان

یتطلب المرجان عنایة خاصة ، وذلك لأنه من الأحجار اللینة، لذا یجب ممارسة بعض الاحتیاط عن لبسه، كما یوصی بحفظه فی مكان منفصل أو فی قماش خاص بالأحجار الكریمة یضع فی صندوق خاص بع بعیداً عن الأحجار الكریمة الأكثر صلابة. أما الأحماض فیجب الابتعاد عنها، وعدم تعریض المرجان لهذه الأحماض لأنها تتلفه مهما كانت مخففة، حیث تتفاعل بسهولة مع كربونات الكالسیوم المكونة لها، لذا یجب ألا تتعرض لمثل هذه المواد أیضاً ( الخل أو عصیر اللیمون أو الصابون وحتى عرق بعض الأجسام ). ولقد أشار إلى هذه الحقیقة العالم العربی الجواهری ( التیفاشی ) فی كتابه القیم " أزهار الأفكار فی جواهر الأحجار" بقوله : "إذا ألقی فی خال لان وأبیض". كما ذكر ( التیفاشی ) أیضاً طریقة لعلاج هذه العیوب بقوله: "وأنه إذا ألقی فی الدهن أظهر حمرته وأشرق وحسن لونه وفعل فی ضد فعل الخل". وأما من الناحیة العلمیة فیوضع المرجان الذی بهت لونه فی حامض بروكسید الهیدروجین حتى یستعید لونه